عقد متحف جامعة بيرزيت بالتعاون مع اللجنة الثقافية في كلية الآداب والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى، الخميس 2 أيار 2019، محاضرة بعنوان "أداء السيادة" لواندا نانبوش وهي قيمة فنية للفنون الأصلانية المعاصرة وباحثة وكاتبة وناشطة سياسية من اونتاريو في كندا.
وافتتح مدير متحف جامعة بيرزيت د. نظمي الجعبة المحاضرة بالتأكيد على حرص المتحف على توفير صالة عرض دائمة للمجموعة الواسعة من التراث الفلسطيني الغني، بالإضافة إلى تسليط الضوء على تصاميم الطلبة ومشاريعهم، وتشجيع وتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار داخل الجامعة وفي المجتمع الفلسطيني.
وبعد تقديمها من قبل الأستاذة في دائرة اللغة الإنجليزية وآدابها رانيا جواد، ناقشت نانبوش مع الأكاديميين والباحثين المهتمين بالتمثيلات الاستعمارية وطلبة التصميم والفن المعاصر، الممارسات الفنية المختلفة كأداة لمقاومة محاولات الاستعمار محو ثقافة الأمم الأولى "السكان الأصليين"، وقدمت أمثلة على الحركات الفنية السابقة والحالية المقاومة من كندا والولايات المتحدة.
وبينت نانبوش أن انتماءها لـ " أنيشينابه" (وهي مجموعة من السكان الأصليين لكندا والولايات المتحدة) القاطنين في مقاطعة أونتاريو في كندا ساهمت بتشكيل اهتمامها بثقافات وقضايا الشعوب الأصلية في عالم الفن في أمريكا الشمالية.
بعد إعادة قراءة ماضي كندا ومحاولاتها لنسيان الهويات الأصلية وعدم الإقرار بالظلم الذي وقع على السكان الأصليين نتيجة الاستعمار، أظهرت نانبوش صورة للطالب توماس مور؛ وهي صورة شهيرة من منتصف القرن التاسع عشر تمثل مئات السنين من الاضطهاد وسوء تفسير التاريخ من قبل المستعمر.
كما تطرقت إلى كيفية مواجهة الفنانين الأصليين المعروفين باسم "الهنود" تحدي الحفاظ على الممارسات الثقافية التقليدية من خلال أدائها على المسرح مع جعل هذا الأداء أيضًا يلبي رغبات الخيال الاستعماري. ونظمت هذه العروض في سياق السياسات الاستعمارية المتمثلة في الاستيعاب والإخضاع.
من خلال هذه الأمثلة، أكدت نانبوش أن الحكومات مارست الإبادة الجماعية الثقافية ضد السكان الأصليين في كندا، والتي ما زالت آثارها بادية على الأجيال المتعاقبة حتى يومنا هذا.
وبصفتها ناشطة ملتزمة تشارك بشكل خاص كعضو في حركة "Idle No More" التي تنادي بحقوق السكان الأصليين، أوضحت نانبوش كيف استطاع السكان الأصليون مقاومة محاولات دفن ثقافتهم وهويتهم من خلال الفنون المسرحية وتنظيم الاحتفالات لتأكيد وجودها وأصالة تراثها.
وأضافت أن المقاومة الثقافية والسياسية يمكن أن تكون وسيلة رائعة للتذكر وأحياء الذكرى، إذ تقدم لمحة عن الماضي المنسي، وتستخدم الخيال الإبداعي كقوة ضد الروايات الاستعمارية المتمثلة في الأسر والخسارة والاختفاء.
وأكدت أن العروض النمطية المتعلقة بثقافات الشعوب الأصلية وقضاياها، بالإضافة إلى إظهار الثقافة في احتفالات الرقص كانت دائمًا وسيلة لمقاومة المستعمر والحكومات الأبوية، وخاصة أن جزءًا من إنهاء الاستعمار يهدف للحصول على مزيد من الحرية في انتشار ثقافات الفرد دون أن يكون محكوماً لأي جهة.