فكرة النشاط: يبحث المعرض في التاريخ الحضري، وخصوصاً التاريخ الحداثي في فلسطين، والذي سقط من التعريف السياسي حول ماهية فلسطين. وبدلاً من ذلك، أصبحت المواقع الأثرية والأصولية الإثنية والهوية الدينية هي المرجعية الوحيدة في صياغة مفهوم "الوطني" مثل سبسطية الرومانية أو القدس الأموية والمملوكية. ونظراً للارتباط القوي بالمدن العربية في سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، بدأ مشروع الحداثة في فلسطين تحت الحكم الأردني وكأنه يوحي بنموذج لحياة اجتماعية ودينية متنوعة، أبرزت بيئة حضرية مثالية شاملة ومكاناً للتواصل الاجتماعي. وقد خلق المشروع الحداثي آنذاك مجتمعا متماسكاً يعكس منطقاً محدداً لجماليات وديناميكية حداثية خلاقة. حيث شكلت دور السينما والمدارس والفنادق وأماكن السكن الاجتماعي والشوارع العريضة والمقاهي، معالم رئيسية للمشهد الاجتماعي الفكري المزدهر لهذه المدن، وذلك بالترافق مع الصالونات السياسية والمقاهي الفكرية الداعمة للمنطق الحداثي للمدينة المعاصرة.
ويمكن الإشارة إلى مدينة رام الله كمثال ساطع على المنطق الحداثي للمدينة المعاصرة، ففي الوقت الحاضر أصبحت مدينة رام الله مكاناً لإعادة التشكيل البصري من قبل مؤسسات السلطة الإدارية وذلك من خلال العمارة وتخطيط المدينة، حيث تستخدم السلطة الفلسطينية المدينة كخشبة مسرح للاحتفالات والطقوس بهدف التأكيد على سلطة الدولة المستقلة الوهمية والسيادة المتعذرة. وتقوم سياسات “بناء الدولة " النيوليبرالية على إعادة اختراع تاريخ المدينة بهدف تمجيد قدوم السلطة الفلسطينية وتشكيل صورة جديدة للنسيج المعماري توحي بالنصر الوهمي لمشروع التحرير الفلسطيني، ووفقاً لذلك تعرض تاريخ المدينة لمحو دائم ومستمر، إذ جرى هدم جزء كبير من الصروح الحداثية القليلة التي كانت موجودة في المدينة مثل دور السينما والبارات والفنادق والبيوت واستبدلت بمباني تجارية خاصة وأبراج الأعمال.
ويفتقد مجتمع مدينة رام الله، الاستهلاكي، والذي شهد تحولات في دوره الفاعل في التغيير الاجتماعي والسياسي، إلى الحافز لتقدير التراث الحضري وخاصة فترة الحداثة، ونتيجة لذلك لا توجد محاولات جدية للحفاظ على هذا التراث القيم كشهادة حقيقية على اللحظة التاريخية لسنوات الخمسينيات والستينيات تحت الحكم الأردني.
القيم: د. يزيد عناني
مساعدا القيم: دانا عباس، فائق مرعي، رنا أبو غنام
المشاركون: طلاب مساق التصميم الحضري في دائرة الهندسة المعمارية - جامعة بيرزيت
الشراكة: دائرة الهندسة المعمارية - جامعة بيرزيت
المشروع بدعم من برنس كلاوس فند وبالشراكة مع بلدية رام الله.