يتشرف متحف جامعة بيرزيت بدعوتكم لحضور
افتتاح معرض: " ترانيم البقاء" للفنان الراحل توفيق عبد العال
قيم المعرض: الفنان ناصر سومي
وذلك يوم الاثنين، 2 آذار 2020| الساعة 12:30 ظهراً | في متحف جامعة بيرزيت
هذا المعرض بالتعاون مع: دار النمر- بيروت| باب الدير- بيت لحم| كلية الفنون والموسيقى والتصميم- جامعة بيرزيت
وبدعم من: مؤسسة عبد المحسن القطان عبر منحة مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة" الممول من السويد (المرحلة الثانية 2019-2021)
| يستمر المعرض حتى 30 حزيران 2020 |
للمزيد من المعلومات- هاتف رقم: 02-2982976، بريد الكتروني:bzumuseum@birzeit.edu
بيان صحفي:
يفتتح متحف جامعة بيرزيت يوم الإثنين الثاني من آذار 2020 معرضاً فنياً بعنوان " ترانيم البقاء " للفنان الفلسطيني الراحل توفيق عبد العال ، وذلك ضمن برنامج المعارض الفنية في متحف جامعة بيرزيت، ويأتي هذا الافتتاح بعد عرضه للمرة الأولى في العام 2018 في دار النمر ببيروت، حيث تلاقت رغبة كل من: رولا دغمان (باب الدير- بيت لحم) والفنان ناصر سومي (قيم المعرض في نسخته البيروتية) ثم طارق عبد العال، (ابن الفنان توفيق عبد العال) ومتحف جامعة بيرزيت، لتنظيم إقامة هذا المعرض في فلسطين، بما يحمله ذلك من معانٍ ويشكله من أهمية في إكمال حلقة تاريخ الحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية. أملاً في أن تكون هذه بدايةً لاستكشاف أعمال فناني جيل ما بعد النكبة، واستهلالاً لفتح الحوار والنقاش في سياق تاريخ الفن الفلسطيني ورواده.
يضم المعرض مجموعة كبيرة من أعمال توفيق عبد العال، بعضها أعمال أصلية تم نقلها من لبنان وأخرى أعيد إنتاجها كنسخ من أعماله الأصلية كبيرة الحجم، وذلك بسبب صعوبة نقلها إلى فلسطين خوفاً عليها من أي إجراءات غير متوقعة قد تتعرض لها من قبل سلطات الاحتلال.
قدم الفنان عكا بريشته وألوانه، كما تركها وقت النكبة، وكأنها العروس الجميلة الفتية، معتمداً على ذاكرته البصرية ليعيد إحياء مدينته ويجسد رقتها، عنفوانها وكبريائها، مُظهراً جماليةً وحرفيةً تقنيةً عالية.
كما يقدم المعرض فيلماً وثائقياً مركباً، يتضمن مشاهد للحياة اليومية في عكا وثلاثة مقابلات قصيرة، الأولى مع ابنه طارق عبد العال، والثانية مع فوزي بعلبكي تلميذه وصديقه، والثالثة مع قيم المعرض في نسخته البيروتية الفنان ناصر سومي. مع عرض لبعض الصور التوثيقية وصور للوحات ومنحوتات، وقراءة لأجزاء من كتابات توفيق وأشعاره.
قدم الفنان توفيق عبد العال (عكا 1938) خلال مسيرته الفنية الحافلة والطويلة العديد من الأعمال الزيتية والمائية والأكريلك ورسوم الحبر على ورق، إضافة إلى تجربةٍ خاصةٍ وغنية في النحت. تنوعت مواضيعها وأساليبها وظلت دوماً تحاكي عشقه لمدينته عكا التي غادرها قسراً عام 1948 ليستقر في لبنان.
شكل الوجود الفلسطيني في لبنان، بمراحله المختلفة، محطةً هامةً في التاريخ الثقافي للشعب الفلسطيني. وقد أفرز هذا الوجود تفاعلاً مع المشهد الثقافي في لبنان بما احتواه -في حينه- من أعداد كبيرة من المثقفين قدموا من كافة أنحاء العالم العربي، بل من العالم أجمع، وشاركوا بطريقة أو بأخرى بالتجربة الفلسطينية على أرض لبنان، حيث أنتج كل هذا أدباً وفناً له نكهته الخاصة، فلسطينية مطعمة بألوان شتى، عالمية بنكهة فلسطينية. وكان لكل ذلك دور إيجابي في بلورة موهبة عبد العال وفتح المجال له بمشاركة أعماله مع أقرانه اللبنانيين. كما شارك أيضاً مع فنانين آخرين في العديد من المعارض الإقليمية في بيروت وبغداد ودمشق وطرابلس الغرب، كما في دول أخرى، مثل تركيا وفرنسا وسويسرا ويوغسلافيا والبرتغال. وشارك أيضا في جميع المعارض التي أقامها الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين الذي كان أحد مؤسسيه، كما كان له مساهمات تعبويه هامة من خلال انخراطه في الحركة الوطنية الفلسطينية، حيث قام بتصميم الكثير من الملصقات والرسوم التوضيحية في الصحف والمجلات التي كانت تصدر في حينها عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والتي كان عضوا فاعلاً فيها.
عن ارتباطه بالقضية الفلسطينية وانعكاس همومها في أعماله يقول ناصر سومي: "تورط كثير من الفنانين الفلسطينيين الذين أنتجوا أعمالهم بعد نكبة عام 1948 بإعطاء الأولوية في أعمالهم الفنية لواقع التشرد ولإظهار أشكال المعاناة الفلسطينية، مما أبعد ذلك النوع من الأعمال عن التفاعل فنياً مع زمنها الذي أنتجت به. لم يبتعد توفيق في أعماله الموقعة عام 1966 عن الموضوع الفلسطيني ولكنه تناوله من موقع ارتباطه الشخصي بما يتململ في روحه وفي كيانه، تناوله من تجربته المريرة في الإبعاد وفي الإقصاء القسري الدائم، وتناوله كذلك من جرحه النازف الذي لا يبرأ. ليس هذا فقط، بل أنه انهمك وغاص في لجة فن أهل عصره أينما كانوا. تزامن اقترابه من التجارب الفنية المعاصرة مع رغبته الجامحة في تسطير حلمه الأثير عن مدينته وكنة شغفه، عكا. تلك الجرأة النادرة هي التي جعلت من تلك الأعمال فصلاً تاريخياً في الإبداع الفلسطيني المنتمي إلى عصره."
بعد رحيله، تعود أعماله إلى فلسطين لتكون الشاهد على الزمان والتهجير والتشريد والمنع والحواجز، و بهذه المناسبة الاستثنائية يهدي طارق توفيق عبد العال أعمال والده لمجموعة المقتنيات الفنية في متحف جامعة بيرزيت إيماناً منه بضرورة وجودها في الجامعة لتظل متاحة لجمهور المهتمين من الطلبة والأساتذة والدارسين، ولتبقى حاضرة في وجدان الأجيال القادمة، ولتبقى عكا صورة حية وخالدة لمعالم مدينة عريقة، غير الاحتلال ملامحها المعمارية والثقافية مع مرور الزمن، لكنها ستظل باقية إلى الأبد كما رآها وعبر عنها ابنها توفيق عبد العال.