ضمن نشاطات معرض ليس كأي ربيع، ينظم متحف جامعة بيرزيت، برنامج عروض فيديو آرت، في مكتبة يوسف أحمد الغانم- جامعة بيرزيت، من 19 آذار - 9 نيسان 2016، والتي حصل عليها المتحف بجهد من الفنانة ايميلي جاسر بمشاركة جون مينك حين نظمت أول مهرجان لأعمال الفيديو آرت في فلسطين عام 2002.
أقيمت نشاطات المهرجان في مواقع عدة، منها محطات التلفزة والمراكز الثقافية، وحتى المنازل الخاصة؛ كانت جامعة بيرزيت محور انطلاق المهرجان الرئيسي ومركز تنظيمه. قدمت جامعة بيرزيت أيضا مرافقها لإقامة حلقات نقاش وورشات عمل وعرض للأفلام في جاليري القمرية. تتناول الأفلام الفترة الزمنية التي كانت تخضع فيها المدينة يومياً لفرض منع التجول بعد الساعة السادسة، وعليه قمنا بتنظيم آلية توزيع الأفلام على المنازل لضمان توفير إمكانية حصول السكان على شرائط الفيديو ومشاهدتها في منازلهم. هكذا باتت منازل الأشخاص منابر لعرض الأفكار، مشاهدة المادة الأرشيفية، عرض الأفلام، إثارة النقاش وعرض الوثائق والأعمال الفنية. قمنا بعرض أعمال باقة من الفنانين العالميين مثل: غريغ بوردوڤيتز، وليم كنيرتج، سيزار بيتروستي، آشلي هانت، سالي جوتيرز، لانا لين وغزل.
كانت تلك المرة الأولى لعرض أفلام من المنطقة لم تعرض من قبل في فلسطين مثل فيلم وليد رعد "ثقل الحصان الميت لا يبارح المكان" و "الرهينة" – أفلام البشار؛ أفلام أكرم زعتري "علكة حمراء" و"ما له وما لها"، جايس سلوم "بلا عنوان" الجزء الاول: "كل شيء ولا شيء" و"الجمال والشرق" ٢٠٠٣، وفلم كارول منصور "١٠٠٪ إسفلت". أدرجنا أفلام المهرجان وبرامج وورشات العمل في مختلف المراكز الثقافية، نذكر بعضا منها: مركز الفن الشعبي، مركز خليل السكاكيني، مؤسسة عبد المحسن القطان ومسرح القصبة في رام الله، وجاليري أناديل في القدس، ودار الندوة في بيت لحم. كما تعاونا مع محطات التلفزيون المحلية لتنظيم جدولة عروض الأفلام وورشات العمل من بينها تلفزيون القدس التربوي وتلفزيون بيت لحم.
هذا النوع من التبادل الخارق للحدود، والذي شمل مؤسسات ومدن عدة في جميع أنحاء فلسطين وفي مواقع مختلفة، يعتبر مبادرة خلاقة كونها من أوائل المرات التي يحصل فيها تبادل من هذا القبيل، حيث عمت روح مذهلة من التضامن والتعاون شملت جميع المدن والمنظمات. أنظرُ إلى هذا التجمع بين الفنانين والمؤسسات الثقافية والشعب عامة والإعلام المحلي والدولي في القدس، بيرزيت، رام الله، بيت لحم وغزة، كلحظة تاريخية فريدة في تاريخنا الثقافي؛ لحظة متعددة المستويات وتجريبية في جوهرها، بادر بها وأدارها فنانون، مفكرون ونشطاء، دون أي دعم مالي أو تدخل خارجي. يمكننا القول بأن هذا العمل كان على مستوى القاعدة الشعبية بكل ما للكلمة من معنى.
قيم البرنامج : ايملي جاسر.