معرض رسومات توثيقية لمذبحة كفر قاسم

شباط 22, 2017 - أيار 30, 2017 - 12:30

افتتح متحف جامعة بيرزيت في الثاني والعشرين من شهر شباط 2017 معرضاً بعنوان "رسومات توثيقية لمذبحة كفر قاسم" للفنانة الفلسطينية العالمية سامية حلبي، وذلك ضمن برنامج المعارض الفنية في متحف جامعة بيرزيت.

قدمت سامية حلبي في هذا المعرض ستة عشر عملاً فنياً، مستخدمة أسلوب "الرسم التوضيحي" بهدف التوثيق لحدث تاريخي مفجع، وهو مذبحة كفر قاسم في العام 1956، حيث اعتمدت في "بحثها التوثيقي" على شهادات عدد من الناجين، والذين التقت بهم واستمعت إلى روايتهم لأحداثها وما حل بعائلاتهم وأقاربهم، إضافة إلى كل ما عثرت عليه من مواد صحفية كمرجع.

قدمت سامية حلبي في هذا المعرض شكلاً مختلفاً من أعمالها كتحررية ملتزمة ومدافعة عن عدالة قضية شعبها، وليس بإعتبار هذه الأعمال جزءًا من إنتاجها الفني، فإضافة لإنتاجاتها الفنية ذات البصمة المتفردة في الرسم التجريدي المعاصر، وبحثها حول الفن الفلسطيني التحرري، أنتجت حلبي العديد من التصاميم واليافطات والملصقات السياسية التي شكلت جزءا من مشاهد المظاهرات في الولايات المتحدة، والتي تعتبرها جزءًا من عملها النضالي  -وليس الفني-  وهو ما يدفعنا إلى الإنتباه لمفهوم خاص تتبناه الفنانة، والذي تفصل فيه بين ما هو  فن وما تعتبره توثيقاً، وإذا نظرنا إلى تجربتها التي كرست فيها جل وقتها لإنتاجها الفني ونشاطها السياسي، بشكل متواز، نجد أنها  استطاعت أن تطور تجربة فنية وفكرية خاصة بها، تفتح أسئلة حول دور الفن ومسؤوليته.

قدم المعرض أيضاً كتاب "رسم مذبحة كفر قاسم" الذي صدر حديثاً عن دار "شيلت" في أمستردام 2017، وهو خلاصة البحث الذي قامت به سامية حلبي لإنتاج الرسومات، وفيه تجميع لشهادات الناجين ومحاولة لإعادة إنتاج سجل أرشيفي بالرسم، معتمدة على عدد من المصادر والمراجع الموثقة، كما يعرض ثلاثة أعمال رسم بالآكريليك من أعمالها الحديثة، من مجموعة "فضاءات مضيئة" تحمل عناوين: "جبال بين بيرزيت ورام الله"- "لتعود"- " تَسلّل"- "رقصة موندريان بوجي ووغي"، حيث قدمت لنا الناقدة ميمنة فرحات هذه الأْعمال ووضعتها في سياق أشمل لتجربة الفنانة في الرسم  وبتاريخ الفن.

يعد هذا المعرض هو المعرض الأول لسامية حلبي في جامعة بيرزيت، رغم علاقتها الطويلة بالجامعة والمتحف، من خلال مشاركاتها العديدة في معارض جماعية وأنشطة أكاديمية وورشات عمل متخصصة مع طلبة الجامعة على مدى سنوات، ومن خلال أعمالها الفنية في جامعة بيرزيت، والتي قامت بإهدائها للجامعة لتشكل أساساً في مجموعة جامعة بيرزيت الفنية، إضافة لإسهامها في جمع أعمال فنية لفنانين آخرين حذو حذوها.

وفي هذا المعرض تهدي سامة حلبي من جديد أعمالها للمجموعة إيماناً منها بضرورة وجود هذه الأعمال في الجامعة لتظل متاحة لجمهور المهتمين من الطلبة والأساتذة والدارسين، ولتبقى حاضرة في وجدان الأجيال القادمة.

سامية حلبي: ولدت الفنانة سامية حلبي في مدينة القدس، وهي من رواد الفن التجريدي ومن الفنانين المؤثرين في الفن الفلسطيني. بالرغم من اتخاذها للولايات المتحدة الأمريكية مكان إقامة دائم لها منذ العام 1951، إلا أن حلبي تعتبر رائدة في مجال الفن التجريدي في العالم العربي.

تأثرت الفنانة بالحركات التجريدية الطليعية الروسية، وعملت ضمن قناعتها بأن الأساليب الجديدة للرسم يمكن أن تؤدي إلى رؤية الأمور والتفكير بها بطرق مختلفة لا تقتصر على رؤية جماليات اللوحة، بل تتعداها لتشكل مساهمة في التطور التكنولوجي والاجتماعي.

منذ السبعينيات، سعت العديد من المؤسسات العالمية لإقتناء أعمال الفنانة بما في ذلك متحف سولمون  وجوجينهايم للفن (نيويورك وأبو ظبي) والصالة الفنية لجامعة يال؛ المتحف الوطني للفنون، واشنطن العاصمة؛ المعهد الفني في شيكاغو؛ متحف كليفلاند الفني؛ معهد دو موندي أراب؛ والمتحف البريطاني.

سامية حلبي ممثلة في صالة عرض الأيام (بيروت/دبي).

القيمون: