دعا متحف جامعة بيرزيت المصمم عمر يوسف بن دينا لإنتاج هذا المعرض على نطاق مكمّل للتوجه الذي يتخذه المتحف من الممارسات الإبداعية المعاصرة ولقراءته النقدية لـ"التراث الثقافي" والتاريخ الاجتماعي. يقدّم متحف جامعة بيرزيت " زي التشريفات ٢٠١٤" كتجربة فريدة في التصميم الفني والتعامل مع التراث الثقافي المادي . حيث وظف المصمم عمر يوسف ناصر دراستة لقطع من مجموعة الأزياء و مجموعة الدكتور توفيق كنعان في مشروعه الفني والذي امتد لثلاثة سنوات أنتج خلالها العديد من الأعمال الفنية التي تقدم في هذا المعرض. يمثل"زي التشريفات" توجه المتحف نحو ايجاد قراءات جديدة للتراث الثقافي المادي وربطه بالسياق المعاصر في إطار نقدي وتفاعلي.
بدأ العمل على مشروع زي االتشريفات في 2012 كرد فعل على حملة السلطة الوطنية الفلسطينية المحمومة للحصول على وضع العضوية الدائمة في الأمم المتحدة. فيقدم زي التشريفات نظام لباس افتراضي للمسؤول الذكر في الدولة الفلسطينية المفترضة من خلال عرض مجموعة من الملابس والاكسسوارات، والعينات، والتقنيات والكتيبات. كما يركز المعرض على أهمية ممارسة التصميم كنظام ونهج بنيوي حيث تبرز أهمية التشطيب والحرفية والبحث باعتبارها عمادا لهذا العمل.
يركز المعرض على تجليات اللباس والقماش والتاريخ الثقافي وسياسات الهوية والسحر والجندر والجنسانية ، حيث أن باعتماده على المجموعتين الإثنوغرافيتين في متحف جامعة بيرزيت حصل على المعلومات اللازمة مستلهما سمات اللباس وكيف يستخدم كأداة ورمز للقوة وللهوية وللإخضاع وللتحرر. ينقد المشروع هوس الفئات السياسية والمبدعة الفلسطينية باجترار الشعارات والرموز وكيف أنهم أصبحوا حقيقة ضالعين في التركيبة الاستعمارية وبالتالي رعاتها المحسنين. المشروع تعليق على أننا نادراً ما نخلق نماذج بديلة- بل نتبنى السرد السائد لبنى القوة؛ ببساطة نبدّل الزي. عليه فإن ارتداء رجالات السلطة الفلسطينية البدلات والبزات العسكرية الممأسسة يبدو كشيء دخيل ومزيف وغير حقيقي يحاول فرض واقع غير موجود، ويعيد خلق نفس النُظُم التي يجدر تفكيكها في عملية التحرر، سواء كانت النظم الاستعمارية أو النظم الاجتماعية الأبوية وغيرها. من هنا فإن "زي التشريفات" هو ليس عملاً ساخراً بقدر كونه عملاً مزدريا لتراث الفشل الذي يمثله هؤلاء الساسة.
يشدد معرض "زي التشريفات:: متحف جامعة بيرزيت" على ممارسة التصميم كنظام ونهج بنيوي أساسه التقنيّة والمنهج والنظرية. يهدف المعرض إلى عرض العملية والأنظمة ومراحل عمل التصميم التي نفذها عمر يوسف لإتمام هذا المشروع. حيث هناك تأكيد وتركيز على أهمية إتقان التشطيب والحرفية والبحث باعتبارها عماد هذا المسعى الأساسي.
يختبر عمر يوسف بن دينا أقمشة وتقنيات وأساليب فلسطينية تاريخية ومعاصرة في محاولة لتحديد النطاقين المادي والنظري للباس ومحدداته. فعمل مع صانع أحذية من رام الله (الرحالة)، وحرفيي الصدف من بيت ساحور (تامر) ومُطَرِّزات من يطا وبيروت (جمعية إنعاش المخيم الفلسطيني في لبنان). أيضاً تم التعاون مع عدد من المبدعين العرب محليّاً وإقليمياً؛ الفنان الفلسطيني ضرار كلش والموسيقية الفلسطينية مايا الخالدي، والمصور والفنان اللبناني طارق المقدّم والذي عمل مع المصمم منذ 2009.