يدعوكم متحف جامعة بيرزيت إلى حواريّة حول التفكير في (إعادة) تمثيل المشهد الطبيعي والجسد، في عمل ريم مصري "أرض محتلّة، وجسد محتلّ".
رنا بركات، مديرة متحف جامعة بيرزيت
هائمين بين كوكبةٍ الظلال، تستدرجنا ريم عبر خطوطٍ من النور والعتمة والأطياف الحائرة بينهما، لننظر نحو البعيد، حيثُ تنصهرُ الحدودُ الثابتة بين الذات والآخرين. تهيّئ ريم حواسّنا، لا لكي نُبصرَ فقط، ولكن لنحيا عبر فلسطين التي لا يمكن اختزالها بمحضِ مشهدٍ طبيعيّ. ترافقنا ريم، بما هو أبلغ من الجسارة، عبر رحلة استشفاءٍ ينطقُ فيها الألم بوعد الحياة الكامن في فلسطين. وتشاركنا ريم بما تستعرضه من مشهدٍ طبيعيّ يجتاحه الاستعمار الاستيطاني، وجسدٍ يجتاحه السرطان، كيف تكون النجاةُ والشجاعة من خلال الألم هي استمرارية للأمل. وكيف أن أجسادنا وأرضنا هي أرشيف تحمل الماضي، وتجسّد الأمل للمستقبل.
تدعونا ريم على استكشاف الحميميّة التي يتضمّنها التشويشُ بين تخوم الجسد والأرض. وتطلب منا أعمالها للمشي فعلياً بأجسادنا في جسدها وفي الأرض سويةً. تعلّمنا حميمية هذا الالهام مقدارَ البسالةِ التي يقتضيها مزجُ الذاتيّ في الجماعيّ. لا ترتهن ريم في عملها هذا إلى مفهوم التذكّر من خلال عدم- نسيان مشهدٍ طبيعيٍّ "مفقود"، ولكنّها تحثنا على التفكير بطريقٍ آخر عبر الفقدان والألم، وما هو أبعد منهما. تتحدّى ريم كلًّا من الزمانية والمكانية، إذ تفتحُ أحدهما على الآخر، لنمشي معها ومن خلالها ومع ذواتنا في مشهدنا الطبيعيّ. وتدعونا بهذا الفعل الحميمي، لنمشي بصورةٍ لا نهائيّة ولا حتميّة، عبر طيّاتٍ من المشاعر.
ريم مصري، فنانة بصرية ولدت بالقدس عام ١٩٩١. حصلت على شهادة البكالوريوس في الفنون البصرية من جامعة القدس، فلسطين ٢٠١٤، ودرجة الماجستير في الفنون المعاصرة من الجامعة الوطنية للفنون بورج، فرنسا ٢٠١٨. تعمل حالياً كمدرسة في كلية الفنون والموسيقى والتصميم، جامعة بيرزيت، فلسطين.
تبحث أعمالها العلاقة بين الأرض والذاكرة والهوية الذاتية من خلال تفكيك وإعادة بناء العلاقة مع المشاهد الطبيعية، والبحث في دلالاتها بين المرئي وغير المرئي، وبين الثابت والمتغير.
تستخدم في اعمالها مواد وتقنيات مختلفة منها الرسم، الكولاج والتركيب٩١.