معرض للفنانة سامية حلبي


افتتح متحف جامعة بيرزيت في الثاني والعشرين من فبراير ٢٠١٧ معرضاً مهماً وفريداً للفنانة سامية حلبي التي تحتل منزلة عالمية بارزة لمساهمتها الغنية وبصمتها الفردية في الرسم التجريدي المعاصر والذي ترى فيه الفنانة إستمرار للحراك الفني تحرري في العالم.
و عبر أكثر من ستة عقود جربت وأنتجت أعمالها محاورة العديد من المدارس الفنية الحديثة و معتبرة فن الرسم جزءاً جوهرياً من الثقافة البصرية المعاصرة  و عابرة في أحد مراحل إنتاجها الى التقنية الرقمية.
 إلا أن معرض “رسومات توثيقية لمذبحة كفر قاسم”  يقدم شكلاً مختلفاً من عملها كفنانة ملتزمة ومدافعة عن عدالة قضية فلسطين. في هذا المعرض توظف الفنانة الرسم التوضيحي والمفصل كطريقة لتوثيق حدث تاريخي موجع لا تتوفر أية وثيقة أو أرشيف حوله وهو مذبحة كفر قاسم1956. هذا العمل الذي بحثت فيه لسنوات إعتمدت فيه على قصص الناجين الذين إستمرت في زيارتهم والذين شاركوها بقصصهم و بماحدث مع عائلاتهم القاضيين في المذبحة، إضافة إلى كل ما عثرت كل ما عثرت عليه من مواد صحفية.
و في نفس الوقت تقدم الفنانة هذه الرسومات بإعتبارها توثيقاً للحدث و ليس بإعتبارها جزءاً من إنتاجها الفني  وهو ما يحملنا الى التفكير بمفهوم خاص تتبناه الفنانة وتفصل فيه بين ما هو  فن وما تعتبره توثيق، وإذا نظرنا الى تجربتها التي كرست فيها جل وقتها لانتاجها الفني والنشاط السياسي بشكل متوازي نجد أنها طورت تجربة فنية وفكرية خاصة بها كان إنتاجها الفني منقطع النظير مع بحثها حول الفن الفلسطيني التحرري، إضافة الى أعمالها في تصميم اليافطات والملصقات السياسية التي شكلت جزء من مشاهد المظاهرات في الولايات المتحدة، والتي تعتبرها أيضاً جزء من عملها النضالي   وليس الفني. هذه التجربة تفتح أسئلة حول دور الفن ومسؤؤليته بالنسبة للفنانة. إن الإطلاع على التجربة الفريدة للإنتاج الفني لسامية حلبي يجعل منها مرجعا مهماً لدراسة فن الرسم الحديث والمعاصر في العالم العربي، و من جهة أخرى يقدم نموذجاً فريداً للفنانة الملتزمة التي لم يؤثر التزامها السياسي بقضيتها على حجم أو نوعية إنتاجها الفني العالمي عبر سنوات طويلة.
 
في معرضها “ رسومات توثيقية لمذبحة كفر قاسم “ تقدم سامية حلبي  16 من أعمال الرسم التي أعيد إنتاجها بالطباعة الرقمية لتقدمها كنسخة مقدمة كإهداء لمتحف جامعة بيرزيت. و ذلك إيماناً منها بضرورة وجود هذه الأعمال في الجامعة لتظل حاضرة في وجدان الأجيال القادمة.
 ليست هذه المرة الأولى التي تساهم فيها سامية حلبي  في إثراء مجموعة جامعة بيرزيت فقد أهدت للجامعة عدد من أعمالها في السنوات الماضية و ساعدت على جمع أعمال لفنانين آخرين للمجموعة. كما زارت سامية حلبي جامعة بيرزيت أكثر من مرة و والتقت بالطلبة خلال ورشات فنية.الا أن هذا هو معرضها الشخصي الأول في متحف الجامعة.
 
الى جانب أعمال “ رسومات توثيقية لمذبحة كفر قاسم “ ،  سيقدم المعرض ثلاثة أعمال رسم بالأكريليك من أعمالها الحديثة. مع إطلاق لكتاب “رسم مذبحة كفر قاسم “ الذي صدر حديثاً حول الأعمال و البحث الذي قامت به عبر سنوات طويلة بمساعدة أهالي كفر قاسم وعلى الأخص السيد مجد صرصور رئيس تحرير مجلة الشروق الذي خصصت  والسيدة روز عامر في كفر قاسم لإنتاج الرسومات و تجميع الشهادات من أهالي  كفر قاسم الذين نتقدم اليهم جميعاً بإسمنا و بإسم الفنانة سامية حلبي بجزيل الشكر وخالص الإمتنان.
 

التاريخ: 
شباط 22, 2017 - أيار 30, 2017