تظهر في خزانة العرض عملية تَحوُّل أوعية التمائم اسطوانية الشكل - المعروفة بالخيارات - والمثلثة الشكل من كونها ذات وظيفة معينة إلى مجرد أدوات للزينة ، فقد كانت الخيارات والمثلثات تُستخدم لحفظ الطلاسم و الحُجُب الورقية التي كان يتم ارتدائها على الجسد، وتطورت لتُصبح مجرد حُلي يتم ارتداؤها لقيمتها الجمالية أو المالية . وفي العديد من الحالات، تمَّ صُنع الخيارات والمثلثات بشكل أوعية لتُمكنها من احتواء الحجب و الطلاسم بالرغم من ارتدائها فارغة. كما أنه في حالات أخرى، تمت المحافظة على الشكل الوظيفي والأبعاد الهندسية للخيارات والمثلثات بالرغم من كونها مغلقة و غير مهيأة لاحتواء الطلاسم و الحُجب، و بالتالي لا يمكن استخدامها من منطلق أو منظور روحاني .
و من الجدير بالذكر أن استخدام أوعية التمائم هذه كان شائعاً بين سكان هذه المنطقة بغض النظر عن الدين أو الأصل. وهنا لا بُدَّ من لفت النظر إلى أنّ الخيارة المعروضة هنا والتي تحتوي على كتابات عبرية ما هي إلا إحدى المقتنيات التي جمعها الطبيب توفيق كنعان والتي تعود إلى فترة ما قبل النكبة (ما قبل عام 1948 ) بهدف المقارنة وتوضيح الاختلافات والتشابهات بين الديانات والمعتقدات، وتطبيقات هذه الديانات في نطاق الأدوات الروحانية. كذلك من الجدير بالذكر أن العديد من هذه الأدوات الفضية والمجوهرات الفضية، وبالذات مصنوعات الصياغة التخريمية، والتي كانت ترتديها النساء الفلسطينيات والمتعارف عليها كأدوات فلسطينية كانت صناعة صائغي الفضة اليهود الذين تعود أصولهم إلى اليمن . وتبعاً للباحثة والكاتبة لوير فإنَّ عدداً كبير من اليهود اليمنيين هاجروا إلى فلسطين قبل هجرة اليهود الصهاينة واليهود من مختلف دول العالم إليها، مما يفسر كيفية وصول هذه الخيارة بالذات إلى فلسطين.
بينما تطور استخدام الخيارة كأداة مخصصة شكليا ً لأهداف معينة، ومن المعتقد أنَّه تم استخدام المثلثات لأهمية شكلها من الناحية الروحانية و التنجيمية. فمن المعتاد العثور على أحجار الشبَّة، والخرز، والفضيات المصنوعة على شكل المثلث والتي كانت تستخدم ويتم ارتداؤها بطرق متعددة، ولأسباب متعددة. ولهذه الأسباب كان من الممكن اعتبار الوعاء المثلث الفارغ أو المثلث المسطح ذو أهمية روحانية وليس مجرد وعاء فارغ أو حلية كما في حالة الخيارات الفارغة.