نبذة تاريخية

نبذة تاريخية:

منذ تأسيس جامعة بيرزيت  كمدرسة داخلية كان هناك حضور للنشاط الثقافي كجزء من تكوين المعرفة و طريقة  للإحتفاء بالحياة و الفكرالحر.استمر العمل الثقافي في الجامعة كمكون عضوي في تجربة الجامعة وتبلور مع الوقت عبر مهرجانات ومعارض فنية عديدة.  رغم الظروف التاريخية التي كانت تعيشها الجامعة في مواجهة يومية ومفتوحة مع الإحتلال إلا أنها استمرت في دورها الثقافي الناشط. 

بدأ الاهتمام بتعليم الفنون في ثمانينيات القرن الماضي بإقتراح برنامج التدريب في الفنون الجميلة والموسيقى الذي عمل على توفيرعدد من المساقات الحرة في مجالات الموسيقى والصحافة والفنون الجميلة. كان ذلك بالتزامن مع بداية تشكل المجموعة الفنية والتراثية في الجامعة بتبرعات مختلفة قدمت من أصدقاء عديدين للجامعة. هذه المجموعات التي كانت مدعاة لتأسيس اللجنة التأسيسية للحفاظ على التراث الثقافي في جامعة بيرزيت 1997.عينت  وقتها الأستاذة الفنانة فيرا تماري رئيسة للجنة، وكان هدف اللجنة حينها، العمل على حفظ مجموعة الدكتور توفيق كنعان النادرة، والتي تبرعت بها عائلة كنعان للجامعة، بعد أن حفظت سراً في القدس منذ العام 1948، خوفاً عليها من تداعيات النكبة. كانت مجموعة كنعان  مع مجموعة الأزياء الفلسطينية التي اشترتها الجامعة في الثمانينيات هي نواة  المجموعات في الجامعة التي عمل على تسجيلها بهاء الجعبة خريج معهد الآثار آنذاك..

أما بداية المجموعة الفنية كانت مع  تبرع الفنان السويسري رينيه فرير في العام 1994 بأعماله الستة الفريدة التي قدمت في اول معرض فني بمستوى عالمي  في نوفمبر من نفس العام ، وعلقت الأعمال منذ ذلك اليوم في المكتبة الرئيسية. وإنضمت للمجموعة أعمال للفنان السوري الراحل مروان قصاب باشي في العام 1998، والتي احتفل بوصولها في معرضه الشهير " إلى أطفال فلسطين" إضافة للعديد من الأعمال الأخرى التي تبرع بها العديد من الفنانين والفنانات أمثال سامية حلبي ، إيتيل عدنان وكمال بلاطة و التي عرضت وحفظت في قاعة جاليري القمرية للفنون البصرية، التي افتتحت كأول صالة عرض فنية في الجامعة عام 2000

افتتح متحف المقتنيات التراثية والفنية في أول قاعة خاصة به عام 2005، تحت إدارة الفنانة فيرا تماري، ورافقه إطلاق موقع الجاليري الافتراضي، والذي اهتم  ببناء أرشيف إلكتروني ضم أعمالاً من الفن الفلسطيني والمجموعات الفنية لجامعة بيرزيت. وقدم المتحف أول مساق متخصص في الفن الفلسطيني المعاصر كمساق إختياري لطلبة الجامعة. 

في العام 2010 تولت الفنانة إيناس ياسين إدارة المتحف، وصممت برنامجاً لمتحف فني تعلمي في قلب الجامعة،ضمن رؤية توضح الإمكانيات التي يتمتع بها المتحف في قلب الجامعة وتربطه  في علاقة عضوية بتاريخ العمل الثقافي في الجامعة ككل.ركز المتحف على إنتاج معارضه بنفسه وعلى مدار العام بحيث تتقاطع المعارض مع برامج التعليم في لجامعة، وبرنامج الفن للمدارس. عمل المتحف خلال تلك الفترة على على إنتاج معارض مفاهيمية و دورية داخل المتحف، واهتم بالإنتاج الفني متعدد التخصصات، وتفحص مفاهيم متداولة  في التعليم، والإعلام، والخطاب السياسي عبر إنتاج ٣ معارض سنوية. . كما قدم المتحف بعداً جديداً في  قراءة التراث الثقافي المادي من خلال برنامج المجموهات. ركزت جميع المعارض على أهمية التعلم من مراحل الإنتاج المختلفة داخل وخارج المتحف، و على ربط مجتمع الجامعة من مواقعهم المختلفة بمراحل العمل، خصص أحد المعارض السنوية لطلبة الجامعة لربط المعارض بالمساقات التعليمية و  لتمكين الطلبة من استخدام المتحف كمساحة من مساحات الإنتاج الفني، وعرضه  والنقاش حوله.أنتج المتحف ضمن هذه الرؤية  العديد من المعارض الفنية التي قدمت نموذجاً فريداً لعلاقة الفن بإنتاج المعرفة. 

 في عام 2013 تم إدراج متحف جامعة بيرزيت كوحدة مستدامة ضمن الهيكلية الإدارية والمالية في الجامعة.

 شكل متحف جامعة بيرزيت منذ بداياته الأولى علامة فارقة في المشهد الثقافي و خاصة في تطوير أشكال المعارض الفنية التي قدمها وفي تنامي جمهوره المستمر، وراكم تجربة مهمة في الإنتاج المعرفي ،الثقافي مما   مهد بدوره لتأسيس أول كلية للفنون في الجامعة، والتي هي قيد الإنشاء.