علاقة الإنسان المفترضة مع المكان هو دمج لحقيقة ثنائية الأبعاد – الحقيقة المادية - الحاضرة على الدوام كتلك المتمثلة بالإيقاع المستمر لخطوات الإنسان . أما الحقيقة الأخرى فهي حقيقة صوفية، تحتوي على عدد لامتناهي من الطرقات الخفية. طرق تقود إلى كل مكان وإلى اللامكان. تتمثل علاقتي الشخصية مع المكان بالعلاقة الحدسية - وهي كالبئر محفورة في أعماق أرواحنا، مكان مليء بالطاقة ومصدر للمعرفة، فيخلق هذا الحدس الحسي طاقة تقودني إلى أعماق نابلس بعد عودتي إلى فلسطين وإلى المدينة عام 1993 .
يأتي هذا العمل كجزء من سلسلة الأعمال الفنية حول المدن الفلسطينية التي عدت اليها في زيارة. هذا العمل هو عمل رمزي محوره مدينة نابلس، جبل النار، المدينة التي تنبض بالحياة وتمتاز بروحها الظاهرة/الخفية، فيكون العمل مستتراً عن أنظار المشاهد داخل مكعب خشبي مجوف. ثم يبدأ بالكشف عن نفسه تدريجياً كما تنكشف الأسرار الكامنة من أعماق بئر. مدينة نابلس هي رائحة الزيتون والصابون، كما أنها ومضات تلك الشعلة الصغيرة التي تنبض، تنبض، تنبض... وتعيش إلى الأبد.