وكالات الأنباء - لقد شهد انفجارٌ كبير ليلة أمس بعد منتصف الليل بسبب حريق نشب في الطاحونة القديمة في شارع يافا في مدينة نابلس. وقد اشتعلت النيران في المبنى المكون من خمسة طوابق مما تسبب بأضرار جسيمة لمكوناتها الداخية ودمار جزء من الطاحونة القديمة. وقد قامت طواقم الإطفاء لبلدية نابلس بالوصول إلى الموقع فوراً لإخماد النيران بعملية شملت خمسة أجهزة إطفاء و 25 رجل إطفاء وسبعة خزانات مياه. وقد تم احتواء الحريق ومنعه من الإنتشار للمباني المجاورة مع العلم بأن الطاحونة القديمة تقع بالقرب من محطة بنزين ومصنع بوظة الأرز. وقد قال سعيد هندية، وهو عضو من مجلس بلدية نابلس، بأنه ذهب إلى مكان الحريق ليشرف على إخماده وليحقق في أسباب إندلاعه. وقد امتدت عملية الإطفاء حتى ساعات الغسق. وتبعاً لأقوال مدير الإطفائية، فلم تتواجد أي إصابات بشرية لحسن الحظ، ولكنه يؤكد على إمكانية حدوث هذا الحريق بشكل متعمد.
“عالطاحونة، شفتك عالطاحونة” هي أغنية للفنانة فيروز تجسد استعارة للطبيعة الشاعرية للمشهد القروي وتراثه الملهم. وتمتاز مدينة نابلس بتاريخها المعقد من التبادلات ما بين الطبقات الإجتماعية المتمثلة بعائلات المدينة وأهل الريف. وقد كانت الطاحونة القديمة، والتي تم بناءها في العقود الأولى من القرن الماضي، تعتبر معلماً حضرياً مميزاً في المدينة لتعكس أهمية طحن القمح إلى طحين في المبنى المكون من خمسة طوابق والذي كان يبرز في سماء المدينة في تلك الأيام. وقد تعرض التراث الحضري الفلسطيني لثورة من التغيير والتبديل والتطهير المبني على الأسس النيوليبرالية الاستهلاكية والتغير في القيم. كما وتتعرض المباني والفضاءات العامة، والتي كانت في ذات يوم نقاط أساسية في الذاكرة الاجتماعية والتعاملات، لعملية مستمر من الهدم والدمار والقطع. وتتحول هذه المباني والفضائات، مع مرور الوقت، إلى صروح مهجورة وخاوية؛ منسية وبلا قيمة وينظر إليها كعائق في مسار الاستثمار. ويقوم هذا العمل التركيبي بالتحري في التاريخ الاجتماعي للطاحونة القديمة في أرشيف بلدية مدينة نابلس وفي المؤسسات الرسمية الأخرى. ويسعى الفنانون إلى التحري في بقايا حريق هذا المبنى وما تبقى من آليات المطحنة بالإضافة إلى إجراء مقابلات مع عمال الطاحونة اللذين ما زالوا على قيد الحياة وشهدوا على تاريخها المجيد. وبهذا، يكون هذا العمل التركيبي محاولة للكشف عن خصوصيات التفاعلات الإقتصادية والإجتماعية للطاحونة ودورها في البنية الإقتصادية والإجتماعية للمدينة.